تتميز المنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية بمناخ جاف وحار صيف وتحديداً المدينة المنورة مما قد يؤدي الى تدهور بيئي متزايد وتلوث، والذي يؤثر سلباً على صحة الإنسان وجودة الحياة. وقد أدركت القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية هذه التحديات البيئية الخطيرة، فأطلق سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – مبادرة السعودية الخضراء كجزءٍ لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى معالجة هذه المشاكل البيئية من جذورها. وتُعتبر زيادة المساحات الخضراء إحدى أهم ركائز هذه المبادرة الطموحة، لما لها من دورٍ بالغ الأثر في تحسين جودة الهواء، وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، وتوفير مناخٍ أكثر صحةً وحيويةً للسكان
وفي هذا السياق، قامت أمانة منطقة المدينة المنورة بدورٍ رياديٍّ وهامٍّ في تحقيق أهداف رؤية 2030، من خلال إعادة هندسة التخطيط الحضري للمدينة "أنسنة المدينة المنورة" لتحسين جودة الحياة فيها. كما تم ابرام اتفاقية مع شركة الحياد الصفري للخدمات البيئية، والتي تستهدف زراعة 15 مليون شجرة خلال خمس سنوات، والتي تعد خطوة رائدة في مجال الاستدامة البيئية، خاصةً مع اعتمادها على تقنيات رقمية متطورة لتوثيق الأشجار ورقمنتها.
يسلط هذا الملف الضوء على أهداف مشروع زراعة 15 مليون شجرة في المدينة المنورة موثقة رقميا، وتقنيات المستخدمة فيه، وآثاره الاقتصادية والبيئية، ومساهمته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ليصبح نموذجاً يحتذى به عالمياً.
إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال الاستدامة البيئية، من خلال: زيادة المساحات الخضراء لتحسين جودة الهواء وتقليل الانبعاثات الكربونية؛ خلق فرص عمل جديدة؛ وإثراء التجربة السياحية عبر مبادرة "شجرة لكل زائر"، التي تُمكّن ضيوف الرحمن والزوار من غرس أشجار تحمل معاني وذكريات خالدة. كما يهدف المشروع إلى إنشاء غابات وحدائق ومناطق جبلية مستدامة، لتعزيز الغطاء النباتي، وتوفير وجهات ترفيهية طبيعية، مُساهماً بذلك في تحسين جودة الحياة وترسيخ مكانة المدينة المنورة كنموذج عالمي يحتذى به في مجال الاستدامة.
تواجه المدينة المنورة، كغيرها من المدن، تحديات بيئية، منها:
لذلك، تم تبني مشروع زراعة 15 مليون شجرة كحل فعال لمواجهة هذه التحديات، وتحسين جودة الحياة في المدينة المنورة، والمساهمة في تحقيق أهداف المبادرات الوطنية مثل "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، حيث يُساهم في معالجة انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء بشكل مباشر، وزيادة المساحات الخضراء التي تُخفف من حدة ارتفاع درجات الحرارة.
أحدث مشروع زراعة 15 مليون شجرة بالمدينة المنورة، مع دمج تقنيات الرقمنة وتوثيق الأشجار، تأثيراً اقتصادياً إيجابياً كبيراً ومتعدد الأبعاد على المدى الطويل. يمكن تحليل هذا التأثير من خلال عدة محاور رئيسية:
يعتمد مشروع زراعة 15 مليون شجرة على نظامٍ رقمي متكامل يجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) لضمان نجاحه واستدامته. يستخدم هذا النظام أجهزة استشعار متعددة (رطوبة، درجة حرارة، إضاءة، GPS) مثبتة على كل شجرة لتوفير بيانات دقيقة حول حالتها الصحية ونموها. يتم نقل هذه البيانات لاسلكيًا إلى منصة رقمية مركزية قائمة على السحابة، حيث تُحلل باستخدام تقنيات معالجة البيانات الضخمة (Big Data) وخوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة. يُمكن هذا النظام من تتبع نمو كل شجرة بدقة، ورصد حالتها الصحية، والتنبؤ باحتياجاتها من الماء والأسمدة، مما يسمح باتخاذ قرارات مدروسة بشأن الري والتسميد، وبالتالي توفير الموارد وتحسين كفاءة المشروع. كما تُعرض بيانات الأشجار، بما في ذلك أنواعها ومواقعها وحالتها، على لوحة تفاعلية لتسهيل الوصول إلى المعلومات وإمكانية الرصد الدقيق للمشروع لدى جميع الجهات المعنية.
وفرت التقنية المستخدمة في مشروع زراعة 15 مليون شجرة حلولاً عملية وفعّالة من خلال:
تم تصميم النظام بحيث يُسهل استخدامه من قِبل جميع العاملين في المشروع. الواجهة سهلة الفهم، والتدريب مُتاح للجميع. تركيب وصيانة أجهزة الاستشعار بسيطة، ولا تتطلب خبرة تقنية عالية. البيانات تُعرض بطريقة واضحة وسهلة القراءة، مُساعدةً في اتخاذ القرارات المُناسبة. باختصار، سهولة الاستخدام هذه تضمن استمرارية عمل النظام وكفاءته، مُساهمةً في نجاح المشروع
يُعتبر مشروع زراعة 15 مليون شجرة في المدينة المنورة، مع الاعتماد على التقنيات الرقمية المتطورة، خطوة رائدة في مجال الاستدامة البيئية. يُسهم المشروع في تحسين جودة الحياة، ومكافحة التغير المناخي، وخلق فرص اقتصادية، وإثراء البحث العلمي في مجال الزراعة الذكية. نجاح هذا المشروع يُشجع على تبني نماذج مشابهة في مدن أخرى، مما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على نطاق أوسع. يُوصى بمواصلة البحث والتطوير في مجال التقنيات المستخدمة، وتطوير آليات فعالة لضمان استدامة المشروع على المدى الطويل، وتقييم أثره البيئي والاقتصادي بشكل دوري من خلال دراسات متابعة مفصلة. كما يُنصح بنشر نتائج هذا المشروع على صعيد وطني ودولي لتشجيع التعاون والاستفادة من الخبرات المكتسبة
تاريخ أخر تحديث : 06/08/1446 - 11:47 م بتوقيت السعودية
هل كانت هذه الصفحة مفيدة؟
من المستخدمين قالوا نعم من
موقع امانة منطقة المدينة المنوره يستخدم ملفات تعريف الارتباط للتعرف على المستخدم و فهم احتياجاته كمستخدم لتوفير سهولة الوصول و تجربة مستخدم أفضل. من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع فإنك توافق على سياسة الخصوصية لهذا موقع.