المقدمة

يعتبر جبل أحد من أبرز المعالم التاريخية والجغرافية في المدينة المنورة، وله مكانة عظيمة في قلوب المسلمين. يقع الجبل في الجهة الشمالية من المسجد النبوي الشريف على بعد حوالي 5 كيلومترات . يبلغ طول الجبل 7 كيلومترات وعرضه بين 2 إلى 3 كيلومترات، ويصل ارتفاعه إلى 350 مترًا.

أهمية جبل أحد:

دينية وتاريخية: شهد الجبل معركة أحد الشهيرة التي وقعت بين المسلمين وقريش في السنة الثالثة للهجرة. تحتضن مقبرة شهداء أحد، التي تضم 70 من شهداء المعركة، منهم عم النبي صلى الله عليه وسلم، حمزة بن عبد المطلب. مكانة نبوية: وردت أحاديث نبوية عدة تبرز فضل ومحبة الجبل، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أُحُدًا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» (رواه البخاري).

موقع الجبل :

يحده من الشمال طريق الجامعات، ومن الجنوب الطريق الدائري الجنوبي "طريق الملك عبد الله"، ومن الشرق طريق المطار، ومن الشمال الغربي جبلا تيأب وثور، ومن الجنوب الغربي جبل الرماة. تحيط بالجبل العديد من النباتات والأشجار مثل السوسج والسمر والسدر، مما يعزز من جماله الطبيعي. أولت أمانة المدينة المنورة اهتمامًا كبيرًا بتطوير وتأهيل منطقة جبل أحد، وذلك من خلال مشروع "منطقة جبل أحد الذكية"، الذي يهدف إلى تحسين تجربة الزوار باستخدام التقنيات الحديثة الناشئة، مما يبرز معالمه ويوفر سبل الراحة للزوار مع الحفاظ على البيئة الطبيعية المحيطة بالجبل.

الهدف من المشروع :

يهدف هذا المشروع إلى تعزيز تجربة زوار جبل أحد في المدينة المنورة عبر استخدام تقنيات متقدمة. ويتمثل ذلك في تحسين الإضاءة باستخدام تقنية ألمانية صديقة للبيئة، وتوفير بنية تحتية رقمية متطورة تشمل تغطية إنترنت واسعة ومركز تحكم مدعّم بالذكاء الاصطناعي وشبكة كاميرات متصلة، مما يُمكّن من المراقبة المستمرة، وإدارة المخاطر بكفاءة، وتحسين إدارة تدفق الزوار، واستقبال ملاحظاتهم، وتعزيز الجانب الثقافي والتعليمي من خلال عرض تاريخ جبل أحد بشكل مبتكر.

المشاكل والأسباب التي أدت لتبني هذا الحل :

  • وضع المكان التاريخي "جبل أحد" لا يحقق متطلبات استراتيجية أمانة المدينة المنورة "التخطيط المكاني والمشهد الحضري" والمنبثقة من رؤية 2030.
  • الاعتماد على الإضاءة التقليدية الجاذبة للحشرات والتي ترفع من درجة الحرارة في المنطقة المحيطة بجبل أحد.
  • لا تغطي الإضاءة كامل منطقة جبل أحد مما يصعب الوصول إليه.
  • تنفيذ الأعمال البلدية وإدارة المنطقة بالطريقة التقليدية التي لا تدعم تقديم الخدمات بالجودة المطلوبة.
  • عدم توفر تغطية كاملة للإنترنت مما يمنع الزوار من توثيق تجربتهم الدينية ونشرها.
  • عدم التفاعل السريع مع مقترحات وشكاوى الزائرين للمنطقة التاريخية "جبل أحد" بسبب الاعتماد على الطرق التقليدية.

مقومات وخصائص المشروع المميزة :

  • استخدام تقنيات الإنارة المتطورة: تم استخدام تقنيات الإنارة الحديثة (تقنية ألمانية) والتي تتميز بأنها صديقة للبيئة ولا تؤثر على الحياة الفطرية الموجودة في المنطقة ولا تجذب الحشرات. ويمكن التحكم بها بشكل كامل من خلال مركز التحكم بأمانة المدينة المنورة. حيث تضمن تسهيل الوصول إلى المنطقة من أي مكان في المدينة المنورة وتحسين تجربة الزيارة، خاصةً للأوقات المسائية..
  • توفير بنية تحتية قوية متطورة للمنطقة: تمت تغطية المنطقة المحيطة بجبل أحد (25 كلم2) بشبكة انترنت من خلال خطوط الفايبر الحديثة لتؤمن تغطية كاملة للإنترنت في المنطقة وتم ربطها بمركز التحكم بأمانة المدينة المنورة. كما تم توفير تغطية كاملة للإنترنت في المنطقة مما يسمح للزوار بتوثيق ونشر تجربتهم الدينية والثقافية على وسائل التواصل الاجتماعي..
  • تميز المشروع في توظيف التقنيات الناشئة (الذكاء الاصطناعي – انترنت الأشياء) بإدارة وصيانة المنطقة التاريخية "جبل أحد" من خلال المتابعة الرقابية الذاتية عبر الكاميرات على مدار اليوم للمنطقة التاريخية التي تقوم بالتقاط الصور وتصنيفها واتخاذ القرار بأنشاء بلاغ للفرق الصيانة والتشغيل بناء على البلاغ (نظافة – تقليم أشجار – تسرب مياه – انارة لا تعمل – هبوط بالأرصفة) وتوظيف الإضاءة الصديقة للبيئة والتي تعطي المكان جمالا دون أن تؤثر سلباً على البيئة الفطرية للمنطقة..
  • تحسين إدارة المخاطر: تم تطبيق أنظمة إدارة أمن المعلومات واستمرارية الأعمال وفق المعايير الدولية لضمان حماية بنية الأمانة الرقمية. كما تم استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل السلوك والازدحام لإدارة تدفق الزوار بشكل أكثر فعالية ومنع التكدس والازدحام والحد من الممارسات الخاطئة.
  • التفاعل مع الزوار واستقبال التغذية الراجعة: يوفر المشروع استقبال الشكاوى والملاحظات من خلال استخدام المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لاستقبال ملاحظات الزوار والاستجابة السريعة لها، مما يعزز رضا الزوار ويعكس اهتمام القائمين على المشروع بآرائهم.
  • تعزيز الجانب الثقافي والتعليمي: توظيف تقنيات الإضاءة لعرض تاريخ وجمالية جبل أحد بشكل مبتكر، مما يعمق من تجربة الزوار الثقافية والتعليمية..

مراحل تطوير المشروع تقنياً :

استخدام حلول وخوارزميات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وتسخيرها لإدارة الأعمال البلدية في منطقة جبل أحد والتي تم توضيح آلية عملها في الصورة التالية:

3D View Simulation

إبراز جمالية المنطقة التاريخية "جبل أحد" كأحد أهم المعالم التاريخية وتسهيل الوصول إليه حيث يطل على المدينة بأبهى صورة بتقنيات الإضاءة الذكية الصديقة للبيئة

Site Photos

استخدام حلول وخوارزميات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وتسخيرها لإدارة الأعمال البلدية في منطقة جبل أحد والتي تم توضيح آلية عملها في الصورة التالية:

الأثر الاقتصادي للمشروع

  • وفورات في استهلاك الطاقة الكهربائية: مشروع استبدال وحدات الإنارة التقليدية بوحدات LED في جبل أحد وطرقها، يُحقق وفورات هائلة في استهلاك الطاقة الكهربائية. حيث بلغت نسبة التوفير 95%، وهذا يُترجم إلى انخفاض كبير في تكاليف الكهرباء على المدى الطويل.
  • تقليل تكاليف الصيانة: وحدات الإضاءة LED تتميز بعمر افتراضي أطول بكثير من وحدات الصوديوم التقليدية، مما يُقلل من تكاليف الصيانة والاستبدال على المدى الطويل. مما يُضيف قيمة اقتصادية إضافية للمشروع كما أن المراقبة المستمرة عبر نظام الكاميرات والذكاء الاصطناعي تُمكّن من الكشف المبكر عن الأعطال، مما يمنع تفاقمها وتقليل تكاليف الإصلاح
  • تحسين كفاءة الطاقة: تقنية الإضاءة الألمانية صديقة للبيئة، مما يُقلل من استهلاك الطاقة وتكاليف الكهرباء. .

الأثر الزمني وتحسين سير العمل في المشروع:

أدى استخدام التقنيات الحديثة إلى تحسين سير العمل بشكل كبير من خلال:

  • سرعة الاستجابة للحوادث: يُمكن النظام من الاستجابة السريعة للحوادث والطوارئ، من خلال نظام الإنذار المبكر وإمكانية الاتصال الفوري بالجهات المختصة. .
  • تسريع عمليات الصيانة والإدارة: الكشف المبكر عن الأعطال من خلال تقنيات IoT يُقلل من وقت التوقف للخدمة، مما يُسرّع من عمليات الصيانة والإصلاح. التحكم الآلي في الأجهزة يُسرّع من عمليات التشغيل والإغلاق، ويُقلل من وقت الانتظار. كفاءة إدارة البيانات تُسرّع من عمليات اتخاذ القرارات.
  • اتخاذ قرارات أسرع وأكثر فعالية: الوصول السريع إلى البيانات الدقيقة من خلال مركز البيانات المتقدم يُمكّن من تحليل المعلومات واتخاذ قرارات مدروسة في وقت أقصر. هذا يُساهم في تحسين استجابة الموقع للأحداث والطلبات المختلفة .
  • تبسيط إجراءات إكرام الموتى وتقليل وقت الانتظار: الخدمة المتكاملة تُقلل من الوقت اللازم لإتمام إجراءات إكرام الموتى. .

كيف وفرت هذه التقنيات حلولًا فنية وعملية؟

وفرّ المشروع حلولاً عملية وفنية من خلال:

  • تنفيذ نظام إضاءة متطور: استخدام تقنية إضاءة ألمانية صديقة للبيئة، قابلة للتحكم عن بُعد، وتُحسّن من تجربة الزوار. .
  • بناء بنية تحتية رقمية متكاملة: توفير تغطية إنترنت واسعة، وإنشاء مركز تحكم مدعّم بالذكاء الاصطناعي، وتركيب شبكة كاميرات متطورة .
  • تطبيق أنظمة ذكاء اصطناعي: استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، والمراقبة الذاتية، وإدارة تدفق الزوار، وتحليل السلوك. .
  • توفير منصات تفاعلية: توفير منصات رقمية للتواصل مع الزوار، واستقبال ملاحظاتهم، والاستجابة السريعة لهم..
  • زيادة التفاعل الرقمي: أدى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء إلى تحسين تجربة المستخدمين، مما دفعهم للتفاعل بشكل أكبر مع الخدمات الرقمية.
  • تحسين رضا المستفيدين: عبر تقديم خدمات مخصصة وسريعة الاستجابة، مما يعزز من رضا المستخدمين وثقتهم في الخدمات الرقمية.
  • الاعتماد على الحلول الذاتية: بفضل توفير خدمات مثل الحفظ والمتابعة لاحقًا، أصبح المستفيدون أكثر اعتمادًا على الحلول الذاتية.
  • توسيع الوصول إلى الخدمات: تمكن المستخدمون من الوصول إلى الخدمات من أي مكان وفي أي وقت، مما زاد من الاعتماد على الخدمات الرقمية.

ختاماً:

يُعدّ هذا المشروع علامة فارقة في تطوير تجربة زوار جبل أحد، حيث ساهم بشكلٍ ملموس في الارتقاء بتجربتهم من خلال توظيف تقنيات متقدمة. فقد أسهمت هذه التقنيات في تعزيز البنية التحتية الرقمية، وإدخال تحسينات على أنظمة الإضاءة، وتعزيز إجراءات الأمن والسلامة، وكذلك تسهيل إدارة تدفق الزوار بكفاءة عالية. وقد برهنت الحلول المبتكرة، مثل مركز التحكم المدعّم بالذكاء الاصطناعي وشبكة الكاميرات المتصلة، على فعاليتها في تحسين المراقبة، وإدارة المخاطر بشكل استباقي، واستجابة سريعة وفعّالة لملاحظات الزوار. ولم يقتصر نجاح المشروع على الجانب التقني، بل امتدّ ليشمل تحقيق التوازن بين التطوير التكنولوجي والحفاظ على البيئة من خلال استخدام تقنيات إنارة صديقة للبيئة. وبفضل هذه المزايا المتكاملة، لا يُمثّل هذا المشروع مجرد تطوير تقني بسيط، بل يُعتبر نموذجاً متقدماً لإدارة المواقع التاريخية، قابل للتطبيق والتعميم على مواقع أخرى مماثلة، مما يسهم في تعزيز السياحة الثقافية والتنمية المستدامة، ويُضيف قيمة مضافة كبيرة للمدينة المنورة

تاريخ أخر تحديث : 06/08/1446 - 11:37 م بتوقيت السعودية


هل كانت هذه الصفحة مفيدة؟

من المستخدمين قالوا نعم من

نحرص على خصوصية البيانات

موقع امانة منطقة المدينة المنوره يستخدم ملفات تعريف الارتباط للتعرف على المستخدم و فهم احتياجاته كمستخدم لتوفير سهولة الوصول و تجربة مستخدم أفضل. من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع فإنك توافق على سياسة الخصوصية لهذا موقع.